نجوم زمان في الحسين .. إشتعال النيران في ثياب أنور وجدي خوفًا من يوسف وهبي
كان حى الحسين قديما ملتقى للفنانين والأدباء والشعراء والمفكرين يلتقون فيه ويسهرون ويتناقشون حول أمور الفن والأدب، كما كان قبلة للهواة فى كل هذه الفنون عسى أن يعرضوا مواهبهم على هؤلاء المبدعين فيشجعوهم أو يكتشفوهم، ولذلك أطلق بعض الكتاب والصحفيين وقتها على حي الحسين اسم الحي اللاتيني تشبهاً بالحي اللاتينى في باريس وهو حي الفنانين والأدباء وأيضاً أدعياء الفن والأدب.
وكانت تقام في حي الحسين العديد من السهرات الفنية في مقاهيه المنتشرة التى شهدت بدايات ومواهب عمالقة الفن ورواده والعديد من المواقف الطريفة والغريبة التي حدثت لهم في بداياتهم.
وكان من أغرب وأطرف المواقف التي حدثت في حي الحسين والتي وردت تفاصيله في عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 تحت عنوان “ذكريات من الحي اللاتيني” ما حدث مع الفنان والمنتج الكبير أنور وجدي في بدايته، حيث كان تلميذاً للفنان الكبير يوسف وهبي وعمل بفرقة رمسيس بعد عدة محاولات.
كان أنور وجدي شديد الطاعة والخوف من يوسف بك وهبي، حتى أنه كان إذا تعرض للإنتقاد منه أثناء البروفات الفنية كان لا يتمالك دموعه ويبكي خوفاً من أن يقرر الإستغناء عنه.
وكان أنور وجدي من شدة خوفه من يوسف وهبي لا يجرؤ على التدخين أمامه، وذات ليلة كان يسهر مع بعض أصدقائه على أحد المقاهي في حي الحسين، وراح يدخن سيجارة تلو أخرى من علبة سجائر صديقه ، وأراد أحد هؤلاء الأصدقاء مداعبته، فصاح قائلاً :” إلحق يا أنور يوسف بك جاي”، فارتبك أنور وجدى ولم يعرف كيف يتصرف ، وبسرعة دون أن يشعر أخفى السيجارة في جيبه وهي مشتعلة حتى لا يراه استاذه وهو يدخن، وشاءت الأقدار أن تكون في جيبه علبه كبريت ، مما أدى إلى اشتعال النيران في ثيابه، ولولا أنه أدرك الموقف بسرعة وخلع الجاكت وألقاه بعيداً لكان احترق ، وخسر أنور وجدي يومها جاكته الوحيد وكان يمكن ان يخسر حياته بسبب خوفه واحترامه لأستاذه.