
على مدار سنوات طويلة ، ظلت الوزارة المسئولة عن التعليم قبل الجامعي في مصر ، يطلق عليها وزارة التربية والتعليم ، وظل المسئولون المتعاقبون على هذه الوزارة في مصر يؤكدون دوما أن التربية دائما قبل التعليم.
أكدت بعض الاحداث المؤسفة التي تحدث من حين لاخر من أن الحقيقة المرة هي أننا لن نملك في مصر “لا تربية ولا تعليم” إلا بعد التخلص من الفساد بأنواعه وأهمها الفساد الاداري المتمثل في وجود بعض النماذج السيئة التي تتعمد تعطيل العمل بالقوانين واللوائح والقرارات وتسير عكس الاتجاه لأغراض معينة سواء في الإدارات أو المديريات أو المدارس.
تحقيقات موسعة تجريها النيابة الادارية بالمراغه التابعة لمحافظة سوهاج، في واقعة اختلاس مسؤول الدفع الالكتروني بإدارة المراغة التعليمية، على مبالغ مالية من مرتبات ومكافأت امتحانات واحكام حصل عليها بعض العاملين بالادارة، تجاوزت أكثر من 68 الف جنيه يقوم بدفعها على فيزته وفيزة زوجته وهذه المبالغ تم الاستيلاء عليها على فترات وقد طالبته جهات التحقيق برد المبلغ المذكور بالإضافه للفوائد على خزينة الادارة.
اكثر من 68 الف علامة استفهام بعدد ما تم سرقته واختلاسه من قبل مسئول الدفع الالكتروني بالإدارة التعليمية تسال وتستفسر عن سر تمسك مدير الإدارة والابقاء على من ارتكب هذه الجريمة فهو لا يزال يمارس عمله بالدفع الالكتروني ولم يتخذ مدير الاداره اي قرار بوقفه عن العمل أو استبعاده لحين انتهاء التحقيقات.
وتساءل بعض العاملين بالادارة ان الاموال التي تم اختلاسها كانت عن المدة من 2020 وحتى 2023 فهل طالبت جهات التحقيق بضرورة استخراج كشف حساب عن الفترة من عام 2017 حتى الآن لبيان الأرصدة والمبالغ التي تم الاستيلاء عليها وهل المبلغ الذي سيتم استرداده سوف يودع بخزينة الادارة التعليمة ام انه سيتم رده للعاملين الذين تم استقطاع هذه الاموال من رواتبهم ومكافاءت الامتحانات والاحكام التي حصلوا عليها ؟؟
“التربية و التعليم ” هما كلمتان عميقتان لا يجب أن تكونا مجرد شعارا تحمله لافتة وزارة في الحكومة المصرية، فلقد آن الآوان لقطع رؤوس الفساد من جذوره في مختلف المؤسسات التعليمية واستبعاد جميع الفاسدين ، فالامر يتطلب “فلترة” خريطة قيادات وموظفي المديرية والادارات و المدارس في سوهاج ، ليتم التخلص من كافة العناصر الفاسدة التي تسعى لتحقيق مصالح و مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة لهذا الوطن و ابناءه .
فلن يصبح في مصر “لا تربية ولا تعليم” مهما وضعنا خطط واستراتيجيات للتطوير, فلا تطوير مع الفساد .. ولا تعليم بدون تربية .